41الخوارج متمسِّكون بأُمور الديانة وقد وردت فيهم أحاديث صحيحةٍ - إنْ لم تكن متواترة - تُشير إلى انحرافهم، وأنَّهم كلاب النار، وأنَّهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرّميّه؟! 1
ب - قال ابن حجر في كلامه الآنف: «إنَّ البُغض ها هنا مقيَّد، وهو كونه نصرَ النبي (ص) ». فادَّعى أنَّ بغض علي عليه السلام لا يكون علامة للنفاق إلاّ إذا اقترن بأمر آخر، وهو بغضه لنصرته للنبي (ص) .
والردّ على هذا الكلام واضحٌ بيِّن، إذ إنَّ الحديث مُطلَق، ومَن ادَّعى التقييد عليه إبراز الدليل على ذلك.
فالنبي (ص) لم يعلِّق الحكم بالإيمان أو النفاق على النصرة، فهو (ص) لم يقل: «لا يحبّك إلاّ مؤمن لنصرتك إياي، ولا يبغضك إلاّ منافق لنصرتك إياي»، فالرسول (ص) أمير البيان، وهو في مقام البيان، ولم يقيِّد الحديث بشيء، فالحديث إذن مطلق، وهذا يدلّ على أنَّ الذات الطاهرة لعليًّ عليه السلام هي تمام العلّة للحكم بالإيمان على المُحبّ، وبالنفاق على المبغض،وربط الحديث بالنصرة إلغاء لخصوصية ذات عليًّ المباركة.
ج - اشتبه ابن حجر أيّما اشتباه بأنْ شبَّه ما ورد في عليًّ عليه السلام ، بما ورد في حق الأنصار، فقال: «والذي ورد في حقِّ علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار. وأجاب عنه العلماء: إنّ بَغضَهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه، وبالعكس، فكذا يُقال في حقِّ علي».
والفرق بين الحديثين واضح لكل ذي عينين؛ فحديث الأنصار هذا نصّه: «آية الإيمان حبّ الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار». 2فإنَّ الحكم في هذا الحديث معلَّق على وصف الأنصار لا على أشخاصهم، وواضح أنَّ تعليق الحكم على الوصف مُشعِر بالعِلّية، فلو فرضنا تخلّي الأنصار عن وصف النصرة، لما كان حبّهم علامة الإيمان وبغضهم علامة النفاق، أمّا في حق عليًّ عليه السلام فالأمر مختلف تماماً، فقد عُلِّق الوصف على ذات عليًّ عليه السلام لا