11من هنا بدأ الصدام مع مَن حوله من الفقهاء وأصحاب المذاهب الأُخرى، والاتّجاهات العقلية وأصحاب الرأي، من الأحناف والشيعة والمعتزلة وغيرهم.
وانجذب نحو ابن حنبل العديد من السَوقة وضعاف العقول والقشريّين، الذين لميجدوا لهم مكاناً في دائرة المذاهب والاتّجاهات الأُخرى؛ ليُشكلوا إزعاجاً كبيراً للفقهاء والمسلمين، ويُحدثوا الكثير من القلاقل والفتن على ما سوف نُبيِّن.
ونتيجة لسيطرة العقل الروائي على شخصيّة ابن حنبل، واعتماده الكلّي على النقل لاعلى العقل؛ رفض فكرة خلق القرآن التي تبنَّتها بعض المذاهب، وحكم بكُفر القائل بها. كما حكم بكفر تارك الصلاة، فكان أوّل مَن قنَّن للتكفير في واقع المسلمين. وكان من نتيجة هذا الموقف المتطرّف من قِبله، أنْ أصدر المأمون العباسي أمره بالقبض عليه وحبسه وجلده، حتى يرجع عن أفكاره المتطرّفة 1.
واستمرَّ الموقف العدائي، منه ومن أتباعه، طوال عصر المأمون والمعتصم والواثق من بعده، حتى جاء المتوكّل، فتحالف معهم ضدّ المذاهب الأُخرى؛ ممّا أعطاهم دفعة قوية ساعدتهم على مواجهة خصومهم والفتك بهم 2.