12وقد رصدت لنا كتب التاريخ الكثير من الفتن والحوادث المفجعة التي وقعت على يد الحنابلة المتعصّبين، والتي تعدّ صورة مصغّرة لحوادث الخوارج. ومن هذه الحوادث:
حادث الاعتداء على الفقيه المُفسّر الطبري، وقذفه بالمحابر ومطاردته في طرقات بغداد ومحاصرة بيته؛ بسبب قوله: إنّ ابن حنبل ليس فقيهاً؛ ورفضه حديث جلوس الرسول(ص) إلى جوار الله على العرش 1.
ثُمَّ أحدثوا فتنة أُخرى كبيرة في بغداد أيضاً، بسبب قوله تعالى: عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً ، وذلك في عام 317ه. قالت الحنابلة: معناها: يقعده الله على عرشه. وقال غيرهم: بل هي: الشفاعة. ودام الخصام واقتتلوا حتى قُتل جماعة كثيرة 2.
كذلك وقعت فتنة كبيرة بينهم وبين الشيعة في بغداد، كاد الشيخ أبو حامد الأسفرايني أن يُقتل فيها 3.
وتمكّن الحنابلة من إقناع الخليفة القادر العبّاسي بأفكارهم، ووضعوا كتاباً في العقيدة أهدوه إليه فنسبه إلى نفسه، وسمّاه (العقيدة القادرية)، وحمل الناس عليه