13بتحريض من الحنابلة، واستتاب فقهاء المعتزلة والحنفيَّة فأظهروا الرجوع 1.
واتّجه الحنابلة بعد ذلك، سيراً مع الروايات التي يتعبّدون بها، إلى تبنّي فكرة التجسيم والتشبيه، فيما يتعلّق بصفات الله تعالى، وإعلان الحرب على مُنكري هذه الروايات والمشكّكين فيها. ومن أبرز مواقفهم من خصوم التشبيه والتجسيم من الفقهاء وغيرهم، موقف أبو إسماعيل الهروي، شيخ الحنابلة المتوفّى عام 422ه، من ابن حبّان صاحب السُنن؛ حيث أخرجه من بلدته سجستان بسبب إنكاره الحدّ لله تعالى! 2.
وقال القاضي أبو يعلى الحنبلي، المتوفّى عام 458ه: ألزموني ما شئتم أي: في حقّ الله تعالى - فإنّي ألتزمه، إلاّ اللّحية والعَورَة 3. وقد كفَّره صاحب العواصم بسبب هذا القول 4.
وذكر المؤرّخ ابن الأثير في حوادث عام 429ه.: وفيها أنكر العلماء على أبي يعلي الفراء الحنبلي ما ضمّنه كتابه (إبطال التأويلات) من صفات الله سبحانه وتعالى، المُشعرة بأنّه يعتقد التجسيم، وحضر أبو الحسن القزويني الزاهد بجامع