689ومحىٰ عنه عشر سيّئات، ورفع له عشر درجات، وإذا ركب بعيره لم يرفع خفّاً ولم يضعه إلّا كتب اللّٰه له مثل ذلك، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه، فإذا سعىٰ بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه، فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه، فإذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه، فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه - قال: فعدّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم كذا وكذا موقفاً إذا وقفها الحاجّ خرج من ذنوبه - ثمّ قال: أنّىٰ لك أن تبلغ ما يبلغ الحاجّ» . وقال الصادق عليه السلام: «إنّ الحجّ أفضل من عتق رقبة، بل سبعين رقبة» بل ورد: «أنّه إذا طاف بالبيت وصلّىٰ ركعتيه كتب اللّٰه له سبعين ألف حسنة، وحطّ عنه سبعين ألف سيّئة، ورفع له سبعين ألف درجة، وشفّعه في سبعين ألف حاجة، وحسب له عتق سبعين ألف رقبة، قيمة كلّ رقبة عشرة آلاف درهم، وإنّ الدرهم فيه أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه من سبيل اللّٰه تعالىٰ، وإنّه أفضل من الصيام والجهاد والرباط، بل من كلّ شيء ما عدا الصلاة» ، بل في خبر آخر: إنّه أفضل من الصلاة أيضاً ولعلّه لاشتماله علىٰ فنون من الطاعات لم يشتمل عليها غيره حتّى الصلاة التي هي أجمع العبادات، أو لأنّ الحجّ فيه صلاة، والصلاة ليس فيها حجّ، أو لكونه أشقّ من غيره وأفضل الأعمال أحمزها، والأجر علىٰ قدر المشقّة.
ويستحبّ تكرار الحجّ والعمرة وإدمانهما بقدر القدرة، فعن الصادق عليه السلام: «قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم: تابعوا بين الحجّ والعمرة فإنّهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد» . وقال عليه السلام: «حجّ تترىٰ وعمرة تسعىٰ يدفعن عيلة الفقر وميتة السوء» . وقال عليّ بن الحسين عليه السلام: «حجّوا واعتمروا تصحّ أبدانكم وتتّسع أرزاقكم، وتكفون مؤونة عيالكم» .
وكما يستحبّ الحجّ بنفسه كذا يستحبّ الإحجاج بماله، فعن الصادق عليه السلام أنّه كان إذا لم يحجّ أحجّ بعض أهله، أو بعض مواليه، ويقول لنا: «يا بنيّ إن استطعتم فلايقف الناس بعرفات إلّاوفيها من يدعو لكم، فإنّ الحاجّ ليشفّع في ولده وأهله وجيرانه» ، وقال عليّ بن الحسين عليه السلام لإسحاق بن عمّار لمّا أخبره أنّه موطّن علىٰ لزوم الحجّ كلّ عام بنفسه أو برجل من أهله بماله: فأيقن بكثرة المال والبنين، أو أبشر بكثرة المال. وفي كلّ ذلك روايات مستفيضة يضيق عن حصرها المقام، ويظهر من جملة منها أنّ تكرارها ثلاثاً أو سنة وسنة لا إدمان، ويكره تركه للموسر في كلّ خمس سنين، وفى عدّة من الأخبار: «أنّ من أوسع اللّٰه عليه وهو موسر ولم يحجّ في كلّ خمس - وفي رواية: أربع سنين - إنّه لمحروم» ، وعن الصادق عليه السلام: «من أحجّ أربع حجج لم يصبه ضغطة القبر» .