11
[. . .] و يعضده خبر علي بن جعفر الآتي، قال، قلت: فمن لم يحج مناّ فقد كفر، قال عليه السلام: لاو لكن من قال: ليس هذا هكذا فقد كفر 1فغاية ما تدلّ عليه كون وجوب الحج من ضروريات الدين.
وكيف كان فهو من أركان الدين، قال: إمامنا الباقر (ع) على ما في صحيح زرارة: بنى الإِسلام على خمسة: على الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية 2و نحوه ما في سائر النصوص المروية عنهم عليهم السلام.
بل هو من أعظم أركان الإِسلام وأفضلها؛ لما فيه من إتعاب البدن و صرف المال و التجرّد عن الشهوات و التغرّب عن الوطن و رفض العادات و غير ذلك، وقد قال الإِمام أبو الحسن (عليه السلام) على ما في خبر محمد بن مسلم: من قدم حاجّاً حتى إذا دخل مكة دخل متواضعاً فإذا دخل المسجد الحرام قصر خطاه من مخافة اللّٰه فطاف بالبيت طوافاً وصلّي ركعتين كتب اللّٰه له سبعين ألف حسنة و حطّ عنه سبعين ألف سيئة و رفع له سبعين ألف درجة و شفعه في سبعين ألف حاجة و حسب له عتق سبعين ألف رقبة قيمة كلّ رقبة عشرة آلاف درهم 3.
وقال الامام الصادق (عليه السلام) كما في خبر معاوية نقلاً عن آبائه عليهم السلام: إنّ رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله و سلّم لقيه أعرابي، فقال له: يا رسول اللّٰه إنّي خرجت اُريد الحجّ ففاتني وأنا رجل مميل فمُرني أن أصنع في مالي ما أبلغ به مثل أجر الحاج؛ فالتفت اليه رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله و سلّم فقال: اُنظر الى أبي قبيس فلو أنّ أبا قبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل اللّٰه ما بلغت به ما يبلغ الحاج، ثم قال: إنّ الحاج