8ومؤثراً في وحدة الأمة الاسلامية كونه شعاراً لمجموع هذه الاُمّة، الذين يسعون للوصول إلى الهدف الأسمى ضمن مسؤولياتهم المشتركة، وهو الاعتصام بحبل الله، والاجتناب عن الفُرقة، فإنّ الله تعالى قال في محكم كتابه الكريم : وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً وَ لاٰ تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدٰاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوٰاناً 1.
وقد أشار الشريف الرضي إلى قول أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في بيان وصفه للأحكام حيث قال : ( فرض الله الإيمان تطهيراً من الشرك ، والصلاة تنزيهاً عن الكبر، والزكاة تسبيباًً للرزق، والصيام ابتلاءً لإخلاص الخلق ، والحجّ تقوية للدين ، والجهاد عزاً للإسلام) 2.
كما أورد في النهج أيضاً قول أمير المؤمنين عليه السلام في وصيّته للامامين الحسن والحسين عليهما السلام بعد أن ضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله في وصف الحجّ والاهتمام به: ( والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم، والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم ، والله الله في بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم ، فإنّه إن تُرك لم تناظروا ، والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله) 3.
وروى الشيخ الكليني بسنده عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة ) 4.
منافع الحجّ المعنوية والدينية
كما يُعدّ الحجّ من أعظم الشعائر الاسلامية وأفضلها ، وأرفع وسيلة يمكن للناس بواسطتها الاقتراب من الله عزوجل، ففي طريق الحجّ يتحمّل الحاجّ مشقّة البدن، وتهيئة النفس بهذا الاتجاه، والابتعاد عن الأهل والعيال، وكبح جُماح الشهوات والعادات