7
تمهيد
لقد فرض الله سبحانه وتعالى على العباد عبادات منها : الصلاة والصوم ، وهما عبادة بدنيّة محضة ، والخمس والزكاة وهما عبادة ماليّة محضة ، والحجّ عبادة تتضمنهما معاً ، فهي عبادة مالية وبدنية. وقد جَمعت كلّ واحدة من هذه العبادات أسراراً وأحكاماً، وإذا لم يكن الحجّ أكبرها مقصداً، وأكثرها أسراراً وفوائد، فليس هو بأقلّها.
ولعلّ الناظر إلى أعمال الحجّ بنظرة سطحيّة، قد يتصورها لأول وهلة بأنّها ألاعيب من العبث وأضراب من اللهو واللعب ، ولكن لا تلبث تلك النظرة العابرة حتى تعود عبرة وفكرة ، تذهل عندها الألباب، وتطيش في سبحات جلالها العقول .
كما يعتبر الحجّ من أهم العبادات التي شُرّعت في الإسلام، وله آثار وبركات كثيرة جداً ، فهو مصدر عظمة الإسلام، وقوة الدين، واتحاد المسلمين ، قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: وَ أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجٰالاً وَ عَلىٰ كُلِّ ضٰامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنٰافِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللّٰهِ 1.
ولقد أشارت الآية الكريمة إلى الفوائد التي تترتب عند أداء هذه الشعيرة من شعائر الاسلام ، ففي كلّ عبادة نوعان من المنافع خاص وعام ، أمّا المنافع الخاصة فهي الأسرار التي لا تنكشف أستارها إلّا إلى المُخلَصينَ من عباده ، وأمّا العامة فهي المنافع الواضحة والمكشوفة التي يستطيع كلّ متفكر ومتدبر أن يعرفها ويتوصل إليها، ولعل من أبرزها :
منافع الحجّ الاجتماعية
الحجّ مصدر عظمة الإسلام وقوة المسلمين ، ولعلّ من أبرز منافعه التي تجعله عاملاً مهماً