7أحكامهم من قبيل النجاسة وجواز القتال 1، ويقول بصريح العبارة إنّ المذهب الشيعي هو دين غير الدين الإسلامي، وقد سبقه ابن تيمية - إمام مؤلف الكتاب وقدوته - بالقول: «وأن لا يُقَدَّموا في الصلاة على المسلمين ومن هذا الباب ترك عيادتهم وتشييع جنائزهم كلّ هذا من باب الهجر المشروع في إنكار المنكر» 2، هذا في الوقت الذي يوصي المذهب الشيعي بالحضور في جماعة أهل السنة وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم؛ لأنّ المسلمين جميعاً - من وجهة نظرنا - هم أعضاء وأغصان في إطار دينٍ واحدٍ، ومن لم يشاركنا في الاعتقاد بمسألة الإمامة أو التوسل والنذر و... فإنّنا لا نتهمّه أبداً بالكفر والشرك طالما يقبل بالأصول العامّة للدين الإسلامي.
تجدر الإشارة إلى مسألة واضحة وهي أنّ الشخص الذي يكتب أو يتلفظ بكلام معين بحيث يكون لازم هذا الكلام - لا صريحه - كفراً أو شركاً، من دون أن يلتفت إلى هذا اللازم من كلامه؛ فإنّ هذا الشخص لا يحكم عليه بالكفر أو الشرك، وعلى هذا الأساس فإنّنا في هذه الرسالة قد ننقل كلاماً لشخص مّا قد يلزم منه الكفر أو الشرك لكنّا لا نتهمّ القائل بالكفر أو الشرك؛ لأنّنا لا نعلم أنّ المتكلم قاصد وملتفت للوازم كلامه.
2 - تقريباً كلّ الكتب التي تتبادل فيها المناظرات والسجالات الكلامية بين الشيعة والسنة أنّما تتعرّض لمسألة الإمامة وتجعلها محطّ النظر، في حين أنّنا حاولنا أن نُولّي بحث التوحيد والشرك لاسيّما التوحيد العبادي الأهميةَ الكبرى، الأمر الذي يقع مغفولاً عنه غالباً في الدراسات الشيعية.
لقد أَولتْ الكتب الكلامية والفلسفية الشيعية اهتماماً للبحث حول إثبات وجود الله تعالى والتوحيد الذاتي والصفاتي، مع أنّه من النادر أن يتحقّق إنكار لوجود الله أو مخالفة في التوحيد الذاتي، وأمّا ما يطرح من بحوث حول التوحيد الصفاتي في تلك الكتب فإنّها بعيدة كلّ البعد عمّا يتداول في كتب أهل السنة من توحيد الأسماء والصفات، والتي سنتطرق إليه