8في هذه الرسالة. وعلى أيّ حال فإنّ التوحيد العبادي قليلاً ما يكون محطّاً للبحث، وقد خصّص هذا الكتاب قسماً كبيراً من محتواه حول هذا الموضوع.
3 - يقول الدكتور القفاري في مقدمة كتابه: «إنّني لم أعمد إلّا إلى كتبهم المعتمدة عندهم، في النقل والاقتباس لتصوير المذهب، ولم أذكر من عقائدهم في هذه الرسالة إلّا ما استفاضت أخبارهم به، وأقرّه شيوخهم... كلّ ذلك حتى لا يقال بأنّنا نتجه إلى بعض رواياتهم الشاذّة، وأخبارهم الضعيفة التي لا تعبر عن حقيقة المذهب، فنأخذ بها» 1، ولكنّنا سنثبت في هذه الرسالة الماثلة أمامكم أنّه لم يَف بهذا العهد، وأنّ الباب الثاني من كتابه - والذي هو موضوع هذه الرسالة - لم يَثبُت فيه على وعده حتى في مورد واحد، ولم يعمد فيه إلى الروايات المعتبرة بتاتاً، بل كان كلّ استناده واعتماده على الروايات الشاذّة والمرسلة والضعيفة السند.
4 - إنّ استخدام أسلوب السبّ واللعن والإهانة لا يتناسب والبحثَ العلمي، ولكن لميألُ الدكتور القفاري جهداً في حشد كتابه بالألفاظ المليئة بالإهانة والاستهزاء وعدم الأدب و... تجاه الشيعة ومذهب أهل البيت(عليهم السلام).
إنّ منهج اللعن تجاه الشيعة وإن بدأ منذ عهد معاوية إلّا أنّه انقرض شيئاً فشيئاً، حتى عاد إلى الوجود مرّة أخرى في القرون الأربعة الماضية مع ظهور الفرقة الوهابية؛ ففي عام 1157ه حصل اتفاق بين الشيعة والخليفة العثماني على أن تقام صلاة الجماعة للشيعة بإمام شيعي في المسجد الحرام كتلك التي تقام لكلّ واحد من المذاهب الأربعة، وقد أظهر شريف مكة في حينه ميلاً لهذا الاتفاق، إلّا أنّ الوهابية لمّا رأوا أنّ مثل هذا الأمر ليس في صالحهم حاولوا الحيلولة دون إقامة صلاة الجماعة على طريقة المذهب الجعفري فبدأوا بلعن الشيعة بصورة علنية على منبر المسجد الحرام. 2
أمّا نحن فنعتقد أنّ اللعن والسبّ لا يتناسب مع أسلوب البحث والنقاش ونرى أنّه يزيد في إيجاد الخلافات والبُعد بين المسلمين.