6لفتح الله الحمدي وهو نقدٌ على جزئه الأول في خصوص موضوع تحريف القرآن، وكتاب آخر ردّ على قسم من كتابه يتعلّق بالسنة ورواتها، وهو بعنوان «مع الدكتور ناصر القفاري في أصول مذهبه» لأبيالفضل الإسلامي وكتاب للسيد محمد القزويني بعنوان «نقد كتاب أصول مذهب الشيعة» وكتاب للشيخ يحيى الدوخي بعنوان «الحقيقة المهدوية والغيبة - دراسة تأصيلية نقدية لشبهات الدكتور ناصر القفاري في كتابه أصول مذهب الشيعة».
وحيث إنّ الكتاب يعدّ ثمرة من نتاج فرع أصول العقيدة في كلية أصول الدين بجامعة محمد بن سعود كان من اللازم أن يُتناول جانبُ التوحيد والشرك منه - والذي يعدّ من أهمّ مباحث الكتاب - بالنقد والمناقشة، لنكون بذلك قد خطونا خطوة بسيطة تجاه أداء الوظيفة في الدفاع عن الدين والمذهب، وحتى نُسهِم في حلّ واحدة من مشاكل العالم الإسلامي، تلك المشكلة التي يقول عنها الدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي: «المشكلة الوحيدة عندنا هي الخلافات والخصومات الطاحنة التي تثيرها بيننا جماعة السلفية». 1
وهنا نشير كمقدّمة إلى بعض النقاط:
1 - إنّ وحدة المسلمين تعدّ بالنسبة لنا أمراً مهمّاً جدّاً، فقد أوصى بها القرآن والأئمة الطاهرين(عليهم السلام)، ونحن نسعى إلى تقليل الخلاف الواقع بين المسلمين. والهدف من هذه الرسالة هو البحث والنقاش العلمي فقط وإثبات أنّ التوحيد الواقعي موجود عند الشيعة، وأنّ اتهامهم بالشرك والكفر نابع من الجهل وعدم العلم، أو ناشئ من أغراض يحملها مروّجو التهمّ، فهذا البحث والنقد هو من أجل إظهار الحقّ وبيانه لا غير، وقد قيل: «حياة العلم بالنقد والردّ».
إنّ الدفاع عن المذهب لا يعني في أيّ حال من الأحوال التحريض لإثارة الاختلافات، وإن كان الدكتور القفاري قد ذهب في كتابه مئآت المرات - بلا مبالغة - إلى إتهام الشيعة بالكفر والشرك والزندقة وأنّهم أضلّ من اليهود، وأنّ الشيعة مشركون واقعاً وتجري عليهم