14بالذات وبالغير هو الاستقلال والتبعية، فالعالم بالغيب ذاتاً يكون مستقلاً في علمه بمقتضى وجوده، والعالم بالغيب بالغير ليس مستقلاً في علمه بمقتضى وجوده أيضاً وإنما هو تابع فيه، بمعنى أنه يعلمه عن طريق تعليم العالم بالغيب بالذات.
اختصاص الله تعالى بالعلم بالغيب بالذات
علم الغيب الحقيقي - وهو الغيب بالذات - مختص بالله تعالى فقط، فلا يعلم غيره تعالى من الغيب شيئاً، نعم قد أفاض تعالى من خزائن غيبه على خاصّة عباده أموراً من الغيب، لكن اطلاق الغيب على هذه الأمور بعد هذه الإفاضة فيه شيء من المسامحة.
ادلة اختصاصه تعالى بالعلم بالغيب بالذات
هناك أدلة كثيرة من القرآن والسنة دلّت بشكل صريح على انحصار علم الغيب بالله تعالى، كقوله تعالى: (وَ عِنْدَهُ مَفٰاتِحُ الْغَيْبِ لاٰ يَعْلَمُهٰا إِلاّٰ هُوَ) . 1
قيل: المفاتح جمع مفتح بكسر الميم الآلة التي يفتح بها مثل منجل ومناجل وهي لغة قليلة في الآلة، والمشهور مفتاح بإثبات الألف وجمعه مفاتيح بإثبات الياء، وقيل: بل هو جمع مفتح بفتح الميم وهو المكان، وقيل: إنه جمع مفتح بفتح الميم على أنه مصدر بمعنى الفتح أي وعنده فتوح الغيب أي يفتح الغيب على من