13الاستعانة بأي شيء آخر، وإنما مقتضى وجوده هو أن لا يخفى عليه شيء من خفيات الأمور كائنة ما كانت، وهذا هو العلم بالغيب الحقيقي، قال الشيخ المفيد: «الوصف بذلك [العلم بالغيب] إنما يستحقه من علم الأشياء بنفسه لا بعلم مستفاد، وهذا لا يكون إلا الله عز وجل» 1.
2. العلم بالغيب بالغير (التبعية)
هو انكشاف واقع الأشياء للعالِم عن طريق الغير والتبع، فهو بمقتضى وجوده غير مجهز للعلم بخفيات الأمور، فليس له أي استقلال في العلم بالغير، وإنما يعلمه بواسطة تعليم العالِم بالغيب بالذات، واطلاق علم الغيب على هذا القسم فيه نوع من المسامحة لظهور علم الغيب في العلم الاستقلالي لا ما كان بإعلام الله تعالى، مضافاً إلى أنه بعد علم بعض الرسل به يكون قد خرج عن وصف الغيب وأصبح مشهوداً لهؤلاء الرسل، نعم هو غيب بالنسبة لغيرهم، وقد تقدم أن الغيب والشهادة من المعاني الإضافيّة 2.
الفرق بين الغيب الذاتي والغيب التبعي
يتضح من خلال ما تقدم أنّ الفرق الاساسي بين الغيب