12إحاطته وإن فرض أنّ ذلك الشيء غيب بالنسبة إلى غيره؛ قال تعالى: (أَلاٰ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) 1، وقال تعالى: (أَنَّ اللّٰهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) 2، وقال تعالى: (وَ اللّٰهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) 3، وقال: (وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) . 4
فبحسب الاصطلاح المنطقي لا يتّصف الحقّ تعالى بأنّه عالم بالغيب، حيث لا يوجد بالنسبة إليه غيب أصلاً، فيكون نفي العلم بالغيب عنه من باب السالبة بانتفاء الموضوع، لذا نقل الآلوسي عن البعض أنّه قال: «إنّه سبحانه «لا يعلم الغيب» على معنى أن لا غيب بالنسبة إليه جلّ شأنه» 5.
أقسام العلم بالغيب
إن معرفة أقسام علم الغيب يعدّ الأساس لحل كثير من الاشكاليات في هذا المجال، وقد ذُكر للغيب قسمان سنشير إليهما هنا باختصار و ستتضح أهميتهما من خلال المقارنة بينهما:
1. العلم بالغيب بالذات (الاستقلال)
هو انكشاف واقع الأشياء ذاتاً للعالِم دون الحاجة إلى