11الكريم بمعناه اللغويّ، قال تعالى: (أَمْ كٰانَ مِنَ الْغٰائِبِينَ ) . 1
ويقابله الشهادة، وهي الحضور مقترناً بالمشاهدة، سواء بالعين الظاهرة أو بعين البصيرة 2، واستعمل بهذا المعنى في القرآن الكريم، قال تعالى: (عٰالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهٰادَةِ ) 3.
والغيب والشهادة من المعاني الإضافيّة، فإنّ الشيء الواحد قد يكون غيباً بالنسبة إلى شيء لأنّه خارج عن دائرة رؤيته ومعرفته، ويكون نفس ذلك الشيء شهادة لآخر لأنّه مشهودٌ له، ومردّ ذلك إلى كون الأشياء لها حدود لا تنفكّ عنها، فما كان خارجاً عن حدّ الشيء لا يكون مشهوداً له فيكون غيباً بالنسبة إليه، وما كان داخلاً في حدّ الشيء فهو شهادة بالنسبة إليه ومشهودٌ له.
ومن أهمّ النتائج المترتّبة على هذه الحقيقة هي عدم وجود شيء يكون غيباً بالنسبة له تعالى، وذلك لأنّه بعدما ثبت في أبحاث التوحيد أنّ الله تعالى عالم بكلّ شيء ومحيط بكلّ شيء، لايشذّ عن علمه شيء من الأشياء، لذا لا يقع شيء خارج علمه، و على هذا الأساس فلا معنى لأن يكون شيء من الأشياء غيباً بالنسبة إليه تعالى، وكل ما هو موجود فهو داخل في دائرة