12له علي بن الحسين عليهما السلام: أما قرأت كتاب الله عزَّ وجل؟ قال: نعم. قال: أما قرأت هذه الآية: ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ )؟ قال: بلى. قال: فنحن أولئك.
إلى أن قال: فرفع الشامي يده إلى السماء، ثم قال: اللهم إني أتوب إليك. ثلاث مرات، اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد، ومن قتلة أهل بيت محمد، لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم 1.
ومع ذلك فقد حاول بعضهم صرف هذه الآية عن مودّة قربى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى معان أخرى متكلَّفة لا تصح.
وسواء دلَّت هذه الآية على وجوب مودّة أهل البيت أم لم تدل فإن الأحاديث الدالة على ذلك كثيرة.
منها: ما أخرجه الترمذي بسنده عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبّوا الله لما يغذوكم من نِعَمه، وأحبّوني بحب الله، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي 2.
وأخرج أيضاً بسنده عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب: أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً وأنا عنده، فقال: ما أغضبك؟ قال: يا رسول الله ما لنا ولقريش؟ إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك! قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرَّ وجهه، ثم قال: والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبّكم لله ورسوله 3.
وأخرج ابن حبان والحاكم عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا أدخله الله النار 4.