11
وجوب مودة أهل البيت عليهم السلام وحرمة بغضهم
اتفق الشيعة وأهل السنة على وجوب محبّة أهل البيت عليهم السلام، ولزوم مودّتهم، وحرمة بغضهم ومعاداتهم، وقد دلَّ على ذلك من آيات الكتاب العزيز قوله تعالى: ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ ) [الشورى: 23].
وهذه الآية واضحة الدلالة على وجوب محبّة قربى النبي صلى الله عليه وآله كما قال أئمة أهل البيت عليهم السلام، فقد روى الكليني قدس سره بسنده عن زرارة، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ )، قال: هم الأئمة عليهم السلام 1.
وهو قول معروف للإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام.
فقد روى السدي، عن أبي الديلم قال: لما جيء بعلي بن الحسين أسيراً، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، وقطع قرني الفتنة. فقال له علي بن الحسين: أقرأتَ القرآن؟ قال: نعم. قال: أقرأتَ آل حم؟ قال: قرأت القرآن، ولم أقرأ آل حم. قال: ما قرأت: ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ )؟ قال: وإنكم لأنتم هم؟ قال: نعم 2.
وروى الشيخ محمد بن علي بن بابويه المعروف بالصدوق قدس سره في أماليه حديثاً جاء فيه: فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام، فقال لهم: الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وقطع قرن الفتنة. فلم يأل عن شتمهم، فلما انقضى كلامه، قال