9غير ذلك من أساطير التي حاكها مسلمة أهل الكتاب، وأدخلوها في كتب السيرة، مع أنّ الأدلة النقلية والآيات القرآنية دلت على صيانة الأنبياء (عليهم السلام) عن الخطإ والاشتباه فى تلقي الوحي أوّلاً، وضبطه في ذاكرته ثانياً، وإبلاغه إلى الناس ثالثاً، وإنهم لايشكّون فيما يُلقى في روعهم من أنه نداء رب العالمين، وأن ما يبصرونه، هو رسول إله العالمين، والكلام كلامه، لا يشكّون في ذلك طرفة عين، ولايترددون بل يتلقونها بنفس مطمئنة.
هذا هو القرآن الكريم يذكر كيفية بدء نزول الوحي على موسى (ع) ، وأنه تلقاه بلاتردد ولا تريّث، وقد ذكره في سور مختلفة.
يقول سبحانه: فَلَمّا أتاها نُودِيَ يا مُوسي* إِنِّي أنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُويً* وَ أنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحي * إِنَّنِي أنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أنَا فَاعْبُدْنِي وَ أقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أكادُ أخْفِيها لِتُجْزي كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعي* فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِها وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدي* وَ ما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسي* قالَ هِيَ عَصايَ أتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَ أهُشُّ بِها عَلي غَنَمِي وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أخْري* قالَ ألْقِها يا مُوسي فَألْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعي* قالَ خُذْها وَ لا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الاُولي* وَ اضْمُمْ يَدَكَ إِلي جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أخْري* لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْري* اذْهَبْ إِلي فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغي* قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَ يَسِّرْ لِي أمْرِي* وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أهْلِي* هارُونَ أخِي* اشْدُدْ بِهِ أزْرِي* وَ أشْرِكْهُ فِي أمْرِي* كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَ نَذْكُرَكَ كَثِيراً* إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً . 1
ترى أنّ الكليم عندما فُوجئ بنزول الوحي، تلقاه بصدر رحب، ولم يتردد في أنه وحيه سبحانه وأمره، ولذلك سأله سبحانه أن يشرح له صدره، وييسِّر له أمره، ويَحلّ العقدة