10التي في لسانه، ويجعل له وزيراً من أهله، يَشُدّ به أزره، ويُشركه في أمره.
يقول سبحانه: فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَ مَنْ حَوْلَها وَ سُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ * يامُوسي إِنّهُ أنَا اللّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . 1
وجاءت هذه القصة في سورة القصص على وفق ما وردت في السورتين؛ ومن لاحظ الآيات يقف على أنّ موقف الأنبياء من الوحي هو موقف الإنسان المتيقن المطمئن، وهذه خاصة تعم جميع الأنبياء (عليهم السلام) .
نرى أنه سبحانه يذكر رؤية النبي الأكرم، ومواجهته لمعلّمه الذي وصفه القرآن - ب- شَديِد الْقُوَى .
ويقول: إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحي عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوي ذُو مِرّةٍ فَاسْتَوي وَ هُوَ بِالأفُقِ الأعْلي ثُمَّ دَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْني فَأوْحي إِلي عَبْدِهِ ما أوْحي ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأي أفَتُمارُونَهُ عَلي ما يَري . 2
فأي كلمة أصرح في وصف إيمان النبي وإذعانه في مجال الوحي ومواجهته الملك بعينه، من قوله سبحانه: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأي أي صدّق القلب عمل العين. ويحتمل أن يكون المراد، ما رآه الفؤاد.
قال السيّد الطباطبائي:
المراد بالفؤاد، فؤاد النبي (ص) وضمير الفاعل في مَا رَأي راجع إلى الفؤاد، والرؤيا رؤيته، ولا بدع في نسبة الرؤية -وهي مشاهدة العيان- إلى الفؤاد، فإن للإنسان نوعاً من الإدراك الشهودي وراء الإدراك بإحدى الحواس الظاهرة، والتخيّل والتفكّر بالقوى الباطنة، كما أننا نشاهد من أنفسنا أننا نرى [ذاتنا] وليست هذه المشاهدة العيانية رؤية بالبصر، ولا معلوماً بالفكر، وكذا نرى من أنفسنا أننا نسمع ونشم ونذوق ونلمس، ونشاهد أننا نتخيّل ونتفكر، وليست هذه الرؤية ببصر أو بشيء