3
بداية المعركة:
كان أبو عامر ( وهو من الفارّين من المدينة إلى مكّة) أول من أشعل فتيلالحرب. وابو عامر هذا كان من قبيلة الأوس، فهرب إلىٰ مكّة مُعلناً مخالفته للإسلام.
النصر:
لم يمض وقت طويل حتىٰ بانت قريش علىٰ مشارف النهر وكانت أن تضع أسلحتها أرضاً والنجاة بنفسها بعد ملاحم البطولة التي أبداها الرجال الأشدّاء من أمثال علي بن أبي طالب عليه السلام وحمزة عمّ النبي صلى الله عليه و آله وأبو دُجانة ومُصعب وغيرهم، وافتضح بذلك أمر قريش.
لولا أن الرماة الرابضين فوق هضبة العينين - الذين منعوا المشركين مراراً من الإلتفاف من وراء المسلمين للفتك بهم - لم يتريّثوا كما أمرهم النبي صلى الله عليه و آله وسارعوا إلىٰ رمي سلاحهم بمجرّد اندحار المشركين معتقدين بأنَّ المعركة قد حُسِمَت نهائياً لصالح المسلمين، فنزلوا من السفح مخالفين بذلك أوامر الرسول صلى الله عليه و آله وراحوا يجمعون الغنائم من ساحة المعركة.
فلما رأى العدو ذلك قام بإرسال بعض مقاتليه الذين داروا حول الجبل المذكور وصاروا وراء ظهور المسلمين من الخلف فهجموا علىٰ من بقي ثابتاً في مكانه من الرّماة وحملوا على المسلمين من ورائهم. وطلب خالد ابن الوليد وعكرمة بن أبي جهل النجدة من جماعتهم الفارّين بعد أن استوليا على المناطق الحساسة التي كانت بيد الرماة المسلمين وطلبا منهم الرجوع ثانية الى المعركة فتشتّت صفوف المسلمين علىٰ أثر ذلك وكانت النتيجة أن حُوصر المسلمون بين فكّي كمّاشة واجتاحتهم حالة من الإضطراب ونزلت بصفوفهم هزيمة مروعة راح ضحيتها الكثير منهم خاصة من الذين استبسلوا في القتال وراحوا لوحدهم يدافعون عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ويفدونه بأنفسهم وفي هذه الاثناء، اجتاح جيش المسلمين حالة عجيبة، في الوقت الذي لاذت أخرىٰ بالفرار.. فتكبَّدَ المسلمون خسائر جسيمة وانتشرت أخبار كاذبة تقول: الا قد قُتِلَ محمد...!
فأضحىٰ هذا الخبر عاملاً أساسياً في تقوية معنويات العدو في حين أضعَفَ من الناحية الأخرىٰ معنويات المسلمين. وكان النبيّ صلى الله عليه و آله قد جُرِحَ وحُطّمت بعض أسنانه بعد أن دافع عن حياض الإسلام ببسالة وشجاعة لا مثيل لهما.
قال علي عليه السلام :
كان الرسول صلى الله عليه و آله أقرب المسلمين الى العدو وكان يؤوينا إليه كلما اشتدّت رحى الحرب.