2وادي القرى، الذي يربط الطريق التجاري للشام واليمن كلّها كانت مسكونة من قِبَل قبائل من اليهود والعرب، وقد حيطت مدنها وبيوتها بكتل عالية من التجارة.
من جهة اخرىٰ فإنَّ المدينة المنورة كانت علىٰ شكل نعل؟؟ الفرس، حيث تُحيط بها الجبال والمناطق الصخرية من جهاتها الثلاث، ممّا أضطُّر العدو إلى السير كلّ هذه المسافة الطويلة، والمجيء شمالها المفتوح حيث السهول المنبسطة المزروعة بالنخيل.
وبعد أن تشاور الرسول صلى الله عليه و آله مع أصحابه صَمَّم على الخروج من المدينة؛ لذا فقد تحرك صلى الله عليه و آله بعد إقامته لصلاة الجمعة، مع جيشه الذي بلغ ألف مقاتل، من المدينة باتّجاه احد. فاختار أقصر طريق لذلك، وارتدىٰ هو نفسه درعاً وتهياً للقتال. وقد ضَمَّ جيش الرسول صلى الله عليه و آله مقاتلين شباباً لم تتجاوز أعمارهم 15 سنة كما ضم بين صفوفه كهولاً وكبار السن.
ووقفت صفوف مقاتلي الإسلام أمام الحشود المُشركة في اليوم السابع من شوال سنة ثلاث للهجرة. وقد صَفَّ الرسول صلى الله عليه و آله جنده بحيث كان المانع الطبيعي وهو جبل احد وراءهم، وأوقف على يسار الجيش بعض الرّماة علىٰ هضبة هناك تسمىٰ بالعينيْن (وسميت فيما بعد بجبل الرماة) حتىٰ تمكّنوا من السيطرة علىٰ مساحة واسعة من المنطقة، وصارت المدينة أمامهم تماماً. ثم عيَّن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله عبداللّٰه بن جُبير آمراً على خمسين من الرماة هناك على الهضبة قائلاً لهم:
اطردوا العدوّ برميه بالنّبال، وامنعوا تمركزه خلف المسلمين، فيغير عليهم من ورائهم. لا تخلو هذه المنطقة سواء كنّا غالبين أم مغلوبين.
فكان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يؤكّد على الرماة عدم مغادرتهم مكانهم بشدة؛ لأنّه كان يعلم ما ستؤول إليه الأحداث، فخطب فيهم ونظَّم صفوفهم.
جيش قريش:
قسَّم أبو سفيان جيش المشركين - الذي بلغ عدده أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل - ثلاثة أقسام:
1 - مشاة مُدَرعون بالدروع في الوسط.
2 - جماعة تحت إمرة خال بن الوليد في الجناح الأيمن للجيش.
3 - جماعة اخرىٰ بإمرة عكرمة بن أبي جهل في الجناح الأيسر.
ووضع جماعة أخرىٰ تحمل الأعلام واللّواء إلى الأمام.