1
احد
أُحد هو اسم يُطلق علىٰ مجموعة من الجبال العالية والصغيرة الواقعة شمال المدينة المنوّرة، ويبلغ طولها حوالي (6000) متر، ويغلب عليها اللّون الأحمر، المائل قليلاً إلى البُنيّ. كانت المسافة الفاصلة بين جبل احد والمدينة المنورة صحراء منبسطة غير مسكونة عموماً، ولم يكن نفيها زرع يذكر إلّافي بعض مناطقها. وبعد مضيّ سنين عديدة انتشرت النباتات والدّور على امتداد تلك المنطقة، وطوى النسيان تلك الصحراء التي كانت وثيقة تأريخية تبيّن اعتداء القريشيين على المدينة.
وقد قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله عن هذا الجل:
«هذا جبل احد يُحبّنا ونحبُّه».
وتوجد بالقرب من جبل احد هضبة تسمى بالرّماة أو العينين، وهي الهضبة نفسها التي أمر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله رماته بالثبات عندها في معركة احد. وسميت بالعَيْنَيْن أو «العَيْنان» وذلك لوجود عينين للماء في جهتها الشمالية.
غزوة أحد:
كان لانتصار المسلمين في معركة بدر، واحتمال سدّ الطريق التجاري لأهل مكّة من المدينة والعراق، أثره العنيف على المشركين، الذين ما برحوا يفكرون في الانتقام والثّأر.
فأشار صفوان بن امية وعكرمة بن أبي جهل علىٰ أبي سفيان أن تأخذ قريش علىٰ عاتقها تكاليف الحرب، وبعد موافقة الأخير علىٰ ذلك، جمعوا قِواهم وكل محاربيهم مع أسلحتهم ومعدّاتهم ورصدوا للحرب أموالاً طائلة ساروا نحو المدينة.
فأرسل العباس عمّ النبي صلى الله عليه و آله كتاباً إليه صلى الله عليه و آله يُطلعه فيه علىٰ هذ المؤآمرة.
فبعث الرسول صلى الله عليه و آله شخصين إلىٰ خارج المدينة ليرصدوا ما يدور حولها من تحركات وعينا بدورهما مواقع القرشيين في منطقعةة أحد بعد وصولهم إلىٰ منطقة أحد وبعد أن استقروا بها، وكان وصولهم يوم الخميس الخامس من شوال في السنة الثالثة للهجرة من ناحية وادي عقيق في شمال المدينة.
وجدير بالذكر أنَّ مكّة تقع إلى الجنوب من المدينة، وأمّا السبب في التفات العدو ومجيئه الى المدينة من ناحية الشمال هو أن المناطق الموجودة على امتداد