9
. . . . . . . . . .
هل بالوادي من أنيس؟ فلم تجب، ثم رجعت إلى الصفا و قالت، حتى صنعت ذلك سبعا، فأتاها جبرائيل عليه السلام، فقال لها: من أنت؟ قالت: أنا أم ولد إبراهيم، فقال: إلى من وكلكم؟ فقالت: أما إذا قلت ذلك فقد قلت له حيث أراد الذهاب: يا إبراهيم إلى من تكلنا؟ فقال: إلى اللّه عزّ و جلّ، فقال جبرائيل: لقد وكلكم إلى كاف، قال: و كان الناس يتجنبون الممر بمكة لمكان الماء، ففحص الصبي برجله فنبعت زمزم، و رجعت من المروة إلى الصبي و قد نبع الماء، فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن يسيح الماء، و لو تركته لكان سيحا، قال: فلما رأت الطير الماء حلقت عليه، قال: فمر ركب من اليمن، فلما رأوا الطير حلقت عليه قالوا:
ما حلقت إلا على ماء، فأتوهم فسقوهم من الماء و أطعموهم الركب من الطعام، و أجرى اللّه عزّ و جلّ لهم بذلك رزقا، فكانت الركب تمر بمكة فيطعمونهم من الطعام و يسقونهم من الماء» 1.
الثالث: ما رواه الشيخ في الصحيح، عن أحمد بن محمد، قال:
سألت أبا الحسن عليه السلام عن الحرم و أعلامه فقال: «إنّ آدم عليه السلام لما هبط على أبي قبيس شكى إلى ربه الوحشة، و أنه لا يسمع ما كان يسمع في الجنة، فأنزل اللّه عليه ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت، فكان يطوف بها، و كان قد بلغ ضوءها موضع الاعلام، فعلمت الاعلام على ضوئها، فجعله اللّه حرما» 2.
الرابع: ما رواه ابن بابويه في الصحيح، عن سعيد بن عبد اللّه الأعرج، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: «إنّ قريشا في الجاهلية هدموا البيت، فلما أرادوا بناءه حيل بينه و بينهم، و ألقي في روعهم الرعب، حتى قال قائل منهم: ليأت كل رجل منكم بأطيب ماله، و لا تأتوا بمال اكتسبتموه من قطيعة رحم أو حرام، ففعلوا فخلي بينهم و بين بنيانه فبنوه، حتى انتهوا