825
أما المالكية، و الحنفية، فانظر مذهبيهما تحت الخط (1) ، و إنما يسن اقترانه بالتلبية فقط بأن ينوي و يلبى بلا فاصل.
مواقيت الإحرام
الميقات معناه في اللغة موضع الإحرام للحاج، و هو موافق للمعنى الشرعي، فللاحرام ميقات مكاني، و ميقات زماني، أما الميقات الزماني فقد تقدم الكلام عليه في مبحث «وقت الحج» المتقدم قريبا، و أما الميقات المكاني فيختلف باختلاف الجهات، فأهل مصر و الشام و المغرب، و من وراءهم من أهل الأندلس و الروم و التكرور و ميقاتهم الجحفة، و هيبضم الجيم، و سكون الحاءقرية بين مكة و المدينة، و هي خربة الآن، و يقرب منها القرية المعروفة برابغ، فيصح الإحرام منها بلا كراهة، و هؤلاء يحرمون من هذا المكان عند محاذاته بحرا، لأنه لا يلزم في الإحرام من الميقات المرور به في البر، بل المدار على أحد أمرين: إما المرور عليه أو محاذاته و لو بالبحر، و أهل العراق و سائر أهل المشرق ميقاتهم ذات عرق (2) ، و هي قرية على مرحلتين من مكة، و سميت بذلك لأن بها جبلا يسمى عرقابكسر العينيشرف على واد يقال له: وادي العقيق، و أهل المدينة المنورة بنور النبي صلى الله عليه و سلم ميقاتهم ذو الحليفة (3) ، و هي موضع ماء لبني جشم، بينه و بين المدينة دون خمسة أميال، و هي أبعد المواقيت من مكة،
الحنفيةقالوا: الإحرام هو التزام حرمات مخصوصة، و يتحقق بأمرين. الأول:
النية، و الثاني: اقترانها بالتلبية، و يقوم مقام التلبية مطلق الذكر، أو تقليد البدنة مع سوقها، فلو نوى بدون تلبية أو ما يقوم مقامها مما ذكر، أو لبى و لم ينو لا يكون محرما، و كذا لو أشعر البدنة بجرح سنامها الأيسر، و هو خاص بالإبل، أو وضع الجل عليها، أو أرسلها، و كان غير متمتع بالعمرة إلى الحج، و لم يلحقها، أو قلد شاة لا يكون محرما.
المالكيةقالوا: الإحرام هو الدخول في حرمات الحج، و يتحقق بالنية فقط على المعتمد و يسن اقترانه بقول: كالتلبية و التهليل، أو فعل متعلق بالحج: كالتوجه، و تقليد البدنة.
أهل البيت (ع) : ان ذات العرق الجزء الأخير من وادي العقيق و هو ميقات أهل العراق و له أجزاء ثلاثة المسلخ و هو اسم لأوله و الغمرة و هو اسم لوسطه و ذات العرق اسم لآخره و أفضله المسلخ و يليه غمرة و آخره ذات العرق 23.
أهل البيت (ع) : ميقات أهل المدينة مسجد الشجرة الواقع في ذي الحليفة و يجوز الإحرام من خارج المسجد محاذيا له و الأحوط الإحرام من نفس المسجد مع الإمكان و عند الضرورة من الجحفة 24.