14الشيطان، بعد ما كانت عبادةً له، والضلال من مراتب الش-رك؛ قال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ 1.
والأعمال جميعاً - سواءً الصالح منها وغير الصالح - ذات مراتب ودرجات؛ قال تعالى: أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوٰانَ اللّٰهِ كَمَنْ بٰاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللّٰهِ وَ مَأْوٰاهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ* هُمْ دَرَجٰاتٌ عِنْدَ اللّٰهِ 2، وقال سبحانه: وَ لِكُلٍّ دَرَجٰاتٌ مِمّٰا عَمِلُوا وَ لِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمٰالَهُمْ وَ هُمْ لاٰ يُظْلَمُونَ 3.
فهذه الآيات المباركة ونظائرها تثبت لنا أنّ للرجس مراتب متعدّدةً متفاوتة، مادّيةً ظاهريّة، ومعنويّةً باطنية، يتّصف به المتلبّس بذلك العمل، وأنّه يتعلّق بالاعتقادات الباطلة، كما يتعلّق بالأخلاق والسلوك والملكات، بل بتعلّق القلب وتوجّه النفس أيضاً.
وبحكم هذه الضدّية الواقعة بين الرجس والطهارة نجد المراتب نفسها ثابتةً للطهارة أيضاً، فهي تتعلّق بالأمور المادّية الظاهريّة، كما تتّصف بها الأمور المعنويّة الباطنيّة؛ قال تعالى: وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ 4، فواضح أنّ هذه الطهارة المكتسبة منالماء هي الطهارة المادّية الظاهريّة، وقال تعالى: وَ إِنْ