13بمرتبةٍ واحدة، بل هو من الأمور المتفاوتة، ذي المراتب المختلفة بالزيادة والنقصان، بحسب القبائح والنقائص التي يتلبّس بها الإنسان، كما قال تعالى: فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ 1؛ إذ جعلت هذه الآية المباركة المنافق نفسه رجساً، وذلك لما تلَبَّس به من النفاق.
وكما أنّ للرجس مراتب متعدّدةً، ظاهريّةً وباطنيّة، كذلك نجد الإثم له ظاهر وباطن؛ قال تعالى: وَ ذَرُوا ظٰاهِرَ الْإِثْمِ وَ بٰاطِنَهُ 2، والإثم أيضاً من الرجس؛ قال الزمخشريّ: «واستعار للذنوب الرجس، وللتقوى الطهر؛ لأنّ عرض المقترف للمقبَّحات يتلوّث بها ويتدنّس، كما يتلوّث بدنه بالأرجاس، وأمّا المحسَّنات فالعرض معها نقيّ مصون كالثوب الطاهر، وفي هذه الاستعارة ما ينفِّر أولي الألباب عمّا كرهه الله لعباده ونهاهم عنه، ويرغّبهم فيما رضيه لهم وأمرهم به» 3.
أضف إلى ذلك: أنّ كلّ معصيةٍ ضلال؛ قال تعالى: أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰا بَنِي آدَمَ أَنْ لاٰ تَعْبُدُوا الشَّيْطٰانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ* وَ أَنِ اعْبُدُونِي هٰذٰا صِرٰاطٌ مُسْتَقِيمٌ* وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً 4، فواضح من الآية المباركة أنّها جعلت المعصية من إضلال