15
كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا
1
، وهذه هي المرتبة الظاهرية من الطهارة.
وقال تعالى: وَ لَهُمْ فِيهٰا أَزْوٰاجٌ مُطَهَّرَةٌ 2، وقال سبحانه: فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ 3، فهذا نوع آخر من الطهارة تشير إليه هذه الآيات المباركة، غير تلك التي تحصل بالماء مثلاً، وهذه من مراتب الطهارة الباطنيّة.
وقال تعالى: فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ مِنْهُ مٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَ لٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ 4، فمن الواضح أنّ المسح بالتراب لا يحقّق الطهارة الظاهريّة بل قد يسبّب عكس ذلك، فلابدّ أن يكون المراد من الطهارة هنا المعنويّة الباطنيّة.
وقال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوٰالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ 5، فالتعلّق بالأموال رجس تطهّره الصدقة، وإلّا فأيّ قذارةٍ ورجاسةٍ يحملها المال ليحتاج إلى التطهير والتزكية؟ بل الرجاسة في التعلّق به وحبّه حبّاً تنجذب إليه النفس وتنصرف نحوه، كما قال تعالى: وَ تُحِبُّونَ الْمٰالَ حُبًّا جَمًّا 6.