11 تبعث في قلوب المؤمنين الرجاء بالله دائماً وأبداً، فيحثّه ذلك على الدعاء والصدقات وضروب البرّ وفنون الطاعات ما يوثق علاقته بخالقه سبحانه، ويضع أمامه فرصاً مفتوحة على الدوام لتعديل المصير.
فالقول بالبداء يوجب انقطاع العبد إلى الله، وطلبه إجابة دعائه منه وكفاية مهمّاته وتوفيقه للطاعة وإبعاده عن المعصية.
وإنّ إنكار البداء والالتزام بأنّ ما جرى به قلم التقدير كائن لا محالة دون استثناء، يلزمه يأس المعتقد بهذه العقيدة عن إجابة دعائه، فإنّ ما يطلبه العبد من ربّه إن كان قد جرى قلم التقدير بإنفاذه فهو كائن لا محالة، ولا حاجة للدعاء والتوسّل، وإن كان قد جرى بخلافه لم يقع أبداً ولم ينفعه الدعاء والتضرّع.
وإذا يئس العبد من إجابة دعائه ترَك التضرّع لخالقه، حيث لا فائدة في ذلك، وكذلك الحال في سائر العبادات والصدقات التي وردت عن المعصومين عليهم السلام أنّها تزيد في العمر أو في الرزق أو غير ذلك ممّا يطلبه العبد. وهذا هو سرّ ما ورد في روايات كثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام) من الاهتمام بشأن البداء 1.
3- البداء مظهر من مظاهر القدرة الإلهية المطلقة، ومن يؤمن بالبداء إنّما يؤمن بالله ويدين له بهذه القدرة المطلقة، فثَمَّ منحى في