12 العقيدة والفكر يذهب إلى تضييق القدرة الإلهية المطلقة، والبداء يضرب أركان هذا الفكر من القواعد ويقوّض بنيانه، وقد نسب القرآن الكريم وأحاديث النبيّ الكريم عليهما السلام وأهل البيت عليهم السلام هذا الضرب من الفكر صراحة إلى اليهود الذين كانوا يؤمنون بأنّ الله سبحانه عندما قدّر الأمور في علمه الذاتي منذ الأزل، فإنّ القلم قد جفَّ بما قدَّر ولا يمكن لله نفسه أن يغيّر ما قدّر، قال تعالى: وَ قٰالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِمٰا قٰالُوا بَلْ يَدٰاهُ مَبْسُوطَتٰانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشٰاءُ [المائدة/ 64].
البداء في اللغة
البداء في اللغة بمعنى الظهور، قال الخليل الفراهيدي: بدا الشئ يبدو بِدواً وبَدواً أي ظهر 1، وبدا له في الأمر كذا: جدَّ له فيه رأي وظهر بعد أن لم يكن 2، وقال الراغب الأصفهاني في المفردات: بدا الشيء بدْواً وبداءً: ظهر ظهوراً بيّناً. 3
وقد استعمل بهذا المعنى في القرآن الكريم كثيراً، كقوله تعالى: ( وَ بَدٰا لَهُمْ مِنَ اللّٰهِ مٰا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) [الزمر/ 47]،