13 وقوله تعالى: ( وَ بَدٰا لَهُمْ سَيِّئٰاتُ مٰا كَسَبُوا ) [الزمر/ 48]، وقوله تعالى: ( فَبَدَتْ لَهُمٰا سَوْآتُهُمٰا ) [طه/ 121]، وقوله تعالى: ( فَلَمّٰا ذٰاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمٰا سَوْآتُهُمٰا وَ طَفِقٰا يَخْصِفٰانِ عَلَيْهِمٰا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ) [الأعراف/ 22]، وقوله تعالى: ( ثُمَّ بَدٰا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مٰا رَأَوُا الْآيٰاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتّٰى حِينٍ ) [يوسف/ 35].
واستعمل بمعنى الإظهار أيضاً، وأبديت الشيء أي أظهرته، قال ابن منظور: أبديته أنا: أظهرته. 1
وهناك اختلافٌ في التطبيق والمصداق بينهما - الظهور والإظهار - يأتي من ناحية اللام وربطها للظهور، فعندما يقال: (زيدٌ بدا له في الرأي)، فمعناه: ظهر له ما كان مخفيّاً عنه، أمّا عندما يقال: (برز علي فبدا له من الشجاعة)، فمعناه: ظهر من شجاعته ما كان مخفيّاً عن الناس.
والبداء بمعني ظهور الأمر بعد أن لم يكن، والعلم بعد أن لميُعلم، أي العلم الذي يسبقه جهل، هو أمر مستحيل على الله سبحانه، لا يلتزم به عاقل موحِّد مؤمن بالله تعالى.
وما ينسب إلى الله جلّ شأنه من البداء فإنّما هو بمعنى الإظهار أي أظهر الله تعالى ما هو مخفيّ على الناس، وعلى خلاف ما يحسبون كما سيأتي بيانه مفصلاً.