95 - إنّ الخوض في الأبحاث الكلامية والفلسفية لمن هو قادر على ولوجها جائز بل حسن من وجهة نظرنا، ولا فرق من هذه الجهة بين مختلف طبقات الناس، وإن كان ذلك حراماً فهو حرام على الجميع، أمّا ابن تيمية فإنّه أجاز لنفسه الدخول في الأبحاث الكلامية وحرّم على أتباعه ذلك 1، وهذا الاختلاف بين الفئتين ناشئ من أنّ الشيعة هم أتباع علي(ع) الذي كان يرفع شعار البحث والمناظرة ويشجّع على الاستدلال، بينما أهل السنة وبالخصوص الوهابية هم أتباع عمر الذي كان يبتعد شديداً عن النظر والاستدلال 2، ولأنّ الوهابية لهم موقف سلبي تجاه الأبحاث العقلية فهم يقولون: إنّ أبا بكر وعمر قد ماتا ولم يعرفا أنّ الله جوهر أو عرض، وقد كان الجبائي وأبو هاشم يعرفان ذلك، ومن رجّح إيمانهما على إيمان أبيبكر وعمر فبئس ما فعل!!! 3
ولهذا السبب فإنّ من المشكلات التي تصادفنا أنّنا نواجه مجموعة من الكتّاب الذين يتحاشون عن البحث والاستدلال ويحرمونه، ولا يكتفون بالقطيعة مع الدليل العقلي بل يتجنبون الاعتماد على أيّ نوع من أنواع الاستدلال غير النقل والحسّ، ولذا فقد كتب ابن باز كتاباً سماه «الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض» وحكم بكفر القائلين بدوران الأرض حول الشمس!!!
إنّنا نعلم أنّه لا يمكن الحوار مع أمثال هؤلاء، هؤلاء الذين يحرمون التلفّظ ب-«إذا» و«لو» 4، إنّهم يتشبّثون بالنقل فقط، وعلى هذا فإنّ هدفنا من تدوين هذا النقد على كتاب القفاري أن نجيب على شبهاته بالطريقة النقلية، وأن ننهج البحث العقلي أيضاً لكي نكشف الحقائق للآخرين حتى لا ينخدعوا ويضلّوا بكلام الوهابية.
6 - من إحدى منهجيات القفاري في كتابه أنّه يُظهر اعتقاده الشخصي أو اعتقاد الوهابيين