10على أنّها عقيدة السلف، ويدعي عليه الإجماع، وكلّ ما ينافيه يرميه بمخالفة الإجماع، ولربّما ادعي في مسألة ما أنّ إجماع المسلمين قائم عليها، في حين أنّ مقصوده إجماع فرد واحد!، والوهابيون يعرفون هذا الأمر ويعترفون به؛ فعلى سبيل المثال: إنّهم يرون بأنّ المسلمين بأجمعهم - تقريباً - يزورون القبور، ومع ذلك يقولون بأنّ المسلمين أجمعوا على أنّ زيارة القبور شرك. وبناء على هذا فالموارد التي نجدهم يدّعون فيها إجماع المسلمين على شيء قد لا نرى أحداً يقول بها إلّا أفرداً معدودين من الوهابية، بينما المسلمون بأجمعهم على خلاف ذلك، ولهذا السبب فإنّه لا يمكننا الاعتماد على دعاوى الإجماع التي يدعونها.
وعلى أيّ حال فإنّهم حاولوا تبيين التوحيد بأهوائهم وما تشتهيه أنفسهم فنسبوا الكفر والشرك لكل من لم يقبل منهم هذا الأمر.
7 - لأن موضوع تحقيقنا هذا هو نقد وتحليل الباب الثاني من أصول مذهب الشيعة، فإنّنا اتبعنا نفس المنهج الذي جرى عليه الكتاب، وقد ضُمّن مباحث عقلية بصورة جدلية مع بحوث نقلية، فمشينا على هذا الأسلوب وعرضنا في هذا التحقيق بحوثاً كلامية وفلسفية وأدبية وتاريخية ورجالية وقرآنية وفقهية وحتى ببليوغرافية (معرفة الكتب) تم التطرّق إليها بحسب المناسبة في ثنايا الكتاب، فجاءت هذه الرسالة تلفيقاً وتجميعاً بين العقل والنقل.
يُشار إلى أنّ الكاتب حاول أن يتعقّب كلّ ما طرحه القفاري من مطالب فأشار إلى الصحيح منها، وتناول غير الصحيح فنقده، وقد سعى بقدر الإمكان أن يجتنب التفصيل وأن يقتصر في الجواب على اللبّ والعصارة، ولولا ذاك لطال المقام وجفّت المحابر ونفدت الأقلام.
احمد العابدي
السابع والعشرين من شهرالله
المبارك 1433ق.