77
البداء» 1، وعن أبي عبداللَّه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال في هذه الآية يَمْحُوا اللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتٰابِ قال:
«وهل يُمحَىٰ إلاَّ مَا كَانَ مُثبَتَاً، وهليُثبَت إلا ما ما لميكن» 2.
وكذا الرواية عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قوله «ما بدا للَّه في شيءٍ إلا كان في علمه قبل أن يبدو له» 3 . . ونظير هذه أحاديث كثيرة جدَّاً .
ثمَّ إنَّ أثر البداء يظهر به مقدار التسليم من الإنسان المؤمن به للقضاء والقدر فيما يجري في الكون من حادثات ممَّا يتبدل ويرتفع بعد أن كان مقتضيه مهيئاً لصدور الفعل عنه ، أو العكس كصدور الفعل بعد أن كان ممتنعاً ظاهراً - لنا نحن البشر - عن اللَّه عزَّ وجلَّ حيث إنَّ فيه إظهار قدرته وتفرده بالخلق والإرزاق والإماتة والإحياء والإبراء و . .و . .و .
إذن فليس من الصحيح ، بل هو من الجهل بحقيقة مذهب الشيعة الإماميَّة وما هم عليه من معتقدات صحيحة أن تتعالى أصوات هنا وهناك على الشيعة بأنَّهم يعتقدون بالبداء بمعنى نسبة الجهل للَّه - والعياذ باللَّه - أو نسبة تعطيل اللَّه في قدرته .
فإنَّه بالتوجه لحقيقة ما بيَّناه من مفهوم البداء بمعنى