6عذابها لمن عصاه ، وقد أيَّد اللَّه عزَّ وجل نبيَّه بالمعجزات الخالدة الواضحة والعلائم اللائحة إظهاراً لنبوته ، وإكراماً لمقامه ، كما أمر الناس باتباعه بقوله : وَ مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ ُ فَانْتَهُوا 1 وبقوله تعالى : يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ . . . 2 .
فكان من أسس دعوته صلى الله عليه و آله الدعوة بالحق ، بلسان صادق اللهجة ، أمين في أداء ما حُمِّل حتى لُقِّب - صلوات اللَّه عليه - بالصادق الأمين ، ومن أهم أساليبه في الدعوة ما أرشدت له الآية اُدْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ 3 فصدع داعياً بكل ما أوتي من قدرة واستعداد إلهي ، وبما ألهم من حكمة إلهيَّة حتى انقادت النفوس لهذا الدين القويم عن رضا واختيار منها إلا من أبى وجاهر بالمحاربة؛ فكان من الحكمة - كما أمر اللَّه عزَّ وجلَّ - أن يناجزه الرسول حرباً بحرب ومعركة بمعركة ، حتى استتبَّ الأمر له صلى الله عليه و آله كما أراد ، وكان خلال تلك الفترة التي عاشها بين ظهراني الناس لم يفتأ يُعلِّمُهم الكتاب والحكمة ، حتى قال في خطبة الوداع وهي خطبة الغدير : «معاشر الناس . . ما من شيء يقربكم من