58والرسل والأوصياء ، وليس لأحد أن ينتخب للولاية الإلهيَّة من يريد ويعزف عمَّن لا يريد ، كما دلَّ عليه قال تعالى إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِيمَ وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَى الْعٰالَمِينَ 1وقوله تعالى ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتٰابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا 2وقوله تعالى وَ لَقَدِ اصْطَفَيْنٰاهُ فِي الدُّنْيٰا 3 وآيات أخرى كثيرة تدخل في ضمن هذه المعنى .
الثانية : جانب اتخاذ المؤمنين ولياً لهم من قبلهم ، وفي هذا الجانب قد أوضح اللَّه عزَّ وجل - من خلال كتابه ونبيِّه - للإنسان بأن يكون هو عزَّ وجلَّ الولي لهم في المرتبة الأولى ، وكما مرَّ في الآية الأولى ، ثم في المرتبة الثانية يبين أنَّ الولاية لها سلسة طوليَّة ، كما في قوله تعالى إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا 4 ، علاوة على إفادة الآية لأصل ثبوت الولاية من قبل المذكورين فيها على المؤمنين ، فأمَّا تصريح المؤمنين بإعلان الولاية للَّه فقد حكاه القرآن في قوله تعالى أَنْتَ وَلِيُّنٰا فَاغْفِرْ لَنٰا وَ ارْحَمْنٰا 5 وقوله قٰالُوا سُبْحٰانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنٰا مِنْ