31
التبرك بالصحابة والتابعين :
قد ذهب الكثير من علماء المسلمين إلى جواز ذلك ؛ بل بكل أهل الخير والصلاح ، ومنعه آخرون ؛ فقالوا بأنَّ ما ورد من التبرك بالنبي وبشعره وظفره ومكانه هو خاص به دون غيره ، كما لم يرد عن الصحابة تبركهم ببعضهم البعض .
ومن الغريب صدور هذا عنهم ، فقد وردت الشواهد الصحيحة على ذلك ، وقال به مثل الإمام النووي وقد استند لروايات صحيحة في استسقاء عمر بالعباس حين أصابهم القحط ؛ فراجع كلامه . . 1 .
كما قد استدل ابن حجر برواية استسقاء عمر بالعباس على جواز التبرك والاستشفاع ببعض الأخيار 2.
أقول : لو كان التبرك مبغوضاً ومحرماً لكان على النبي أن ينهى عنه ، وذلك لحديث عمرو بن العاص عن النبي «إنَّه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمَّته على خير ما يعلمه صلاحاً لهم ، وينذرهم شرَّ ما يعلمه لهم» 3 .