10يعلم فنقول :
إنَّ التوحيد الذي تعتقد به الإماميّة علىٰ حسب ما ورد لهم عن النبيّ وأهل بيته عليهم السلام بالآيات والروايات ينقسم إلىٰ أربعة أقسام :
1 - التوحيد في الذات؛
ويعني الاعتقاد بأنَّ اللّٰه عزَّ وجلَّ ذات متفردة لا تعدد فيها ، ولا شريك لها ، فقد قال تعالىٰ : اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ 1 ، وأنَّ هذه الذات الجامعة لجميع صفات الكمال والجلال ، منزَّهة عن كلِّ ما يوجب نقصاً ، أو ممَّا يعدُّ نقصاً في سائر المخلوقات .
ولذا فالشيعة الإماميَّة - بحكم صريح القرآن - تحكم بالكفر علىٰ من يعتقد بإلهين اثنين ، إذ أنَّه يتنافىٰ مع الاعتقاد بوحدة الذات الإلهيَّة ، فالذات الإلهيَّة لا تعدد فيها ولا شِرْكَة لآخر معها بأيِّ معنىٰ احتمل ، وهو المسمَّىٰ بتوحيد الألوهيَّة ، بل ترىٰ أنَّ شريك الباري ممتنعٌ لأدلَّة كثيرة منها ما أشارت له الآية : إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلٰهٍ بِمٰا خَلَقَ وَ لَعَلاٰ بَعْضُهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ 2 .
إذن فليس من الشرك باللّٰه - كما يدَّعيه ابن تيميَّة علىٰ الشيعة - التوجُّه إليه تعالىٰ بتوسّط أوليائه المنصوبين من قبله