32و اليوم، فان المسلمين لا يملكون مكانا أفضل من مكة لاعلان البراءه من طواغيت الأرض.. من روسيا التي تدنّس أرض افغانستان و تذبّح أبناءها و تستبيح حرماتها، و تنتهك مقدساتها.. و من اسرائيل المحتلة الغاصبة الجاثمة على أرض فلسطين الاسلامية.. و في اولى القبلتين و ثالث الحرمين، و من البطش الصهيوني بأبناء فلسطين و قتلهم في مجازر و حشية رهيبة شملت الأطفال و النساء و الشيوخ القابعين في مخيمات التشريد.. و من امريكا.. راس الاجرام العالمي المعاصر.. المتلاعبة بمقدرات شعوب العالم الثالث.. و الطامعة في كل ثروات العالم الاسلامي.. و المستهينة بكل كرامة و سيادة الشعوب.
ولعل جاهلا أو متجاهلا يقول: أن ارض الحجاز الحالية خالية من المشركين.. ولذلك فلا داعي لاعلان البراءة منهم. وفات هؤلاء أن الشرك لا يتمثل في الشخص المشرك بجسمه المادي فحسب، بل إنه يشمل كل مظاهر التفكير المشرك و الحضارة المشركة و الاستعمار الظالم و التجبّر الطاغوتي و الاستثمار الفرعوني والاستحمار السامري و الاستضعاف الماكر المستفحلة في عالمنا الاسلامي، بما في ذلك أرض الحجاز.
ولا يخفي على كل انسان واع ما تشهده أرض الحجاز اليوم من مأساة تتمثل في تحويل أعظم المقدسات الاسلامية الى «اقطاعية» من اقطاعيات «عائلة» آل سعود و تحويل أرض الحجاز الى جزء من مملكة تحمل اسم هذه العائلة السيئة الصيت. كفى الحرم المكي العتيق مأساة ان يقع في أغلال العائلة