31
مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ..» (الحج - 27).
و حينما استجابت الجماعة المؤمنة لنداء ابراهيم و تجمعت حول البيت قادمة من كل حدب وصوب لتشهد «منافع» لها، حان دور الأذان المحمدي:
« وَ أَذٰانٌ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّٰاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ » . (التوبة - 2).
أي ان الاعلان الاول لم يكن يتضمن الهدف النهائي من بناء الكعبة في اطارها الالهي الكامل، بل انه و فّر الارضية للاعلان الثاني الذي ينطوي على الهدف النهائي للكعبة.. اعلان البراءة.. براءة الله و رسوله.. من كل مشرك و ملحد. ولكي يكون هذا الاعلان عالميا على رؤوس الاشهاد، تركز الآية على رفعه «يوم الحج الاكبر» أي عند تجمّع كل الحجّاج في الايام الجامعة.. يوم عرفة.. يوم عيد الأضخي و.. كما ان الحج نفسه مقابل العمرة هو «أكبر».
من هنا فالهدف النهائي من بناء البيت الوصول الى التوحيد الخالص من الشرك. و لايمكن تحقيق هذا الهدف دون البراءة التامة من كل شرك و الحاد، و رفض كل مشرك و ملحد، و هذا الهدف النهائي تبلور في اعلان براءة الله و رسوله من المشركين.
و مادام الناس يعيشون على ظهر الارض فهم مكلفون بأداء فريضة الحج. و مادام الشرك يدنس أرض المعمورة فان اعلان البراءة منه جزء من أهم واجبات الحج.