26بالكعبة الكائنة بمحاذاة العرش.
و مع اننا نستطيع أن نشاهد وجه الله في كل جهة: « وَ لِلّٰهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ » . فأن الأمر الالهي يقضي بالاتجاه نحو المسجد الحرام في الصلاة : «قَدْ نَرىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمٰاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضٰاهٰا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ وَ حَيْثُ مٰا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» . (البقرة - 144).
قدسية الكعبة و أمن الحرم
16- ذكرنا أن الجماعة المسلمة منشدّة في حياتها الفردية والاجتماعية الى الكعبة، تتعبّد في اتجاهها، و تتخذ منها محورا لتجمّعها، و من المؤكد أنّ المسلمين في فهم خصائص هذا المعبد المقدّس يزيدهم عمقا في الاتصال بالمعبود، و نقاءً في توحيده بالعبادة، و من هنا ركز القرآن على تبيين خصائص الكعبة و المسجد الحرام و الحرم المكي.
فالكعبة أولى واقدم معبد وضع للبشرية:
«إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّٰاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبٰارَكاً..» (آل عمران - 96).
و هي قوام البشرية التواقة الى عبادة الله الواحد الأحد و الرافضة لكل الآلهة المزيفة الباطلة:
«جَعَلَ اللّٰهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرٰامَ قِيٰاماً لِلنّٰاسِ» . (المائدة - 97).
و الكعبة مرجع الناس و ملاذهم الذي يأمنون في كنفه:
«وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثٰابَةً لِلنّٰاسِ وَ أَمْناً» . (البقرة - 125).