27و مكان البيت عيّنه ربّ العالمين، و وجه اليه ابراهيم لبنائه:
«وَ إِذْ بَوَّأْنٰا لِإِبْرٰاهِيمَ مَكٰانَ الْبَيْتِ أَنْ لاٰ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً» . (الحج- 26).
و بناء الكعبة قام على يد اثنين من أعظم أنبياء الله و من اكثرهم تضحية و فداءً:
«وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْرٰاهِيمُ الْقَوٰاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْمٰاعِيلُ» (البقرة - 127).
والكعبة وصفت بأنها البيت العتيق دلالة على عراقتها و نفاستها، و دلالة على انعتاقها من أية سيطرة و ملكية بشرية، و من أي تطاول طاغوتي على مرّ التاريخ، و دلالة على تحررها من أي اختصاص بقبيلة أو بقوم أو بحكومة:
«..وَ لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ» (الحج - 29).
«..ثُمَّ مَحِلُّهٰا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» . (الحج - 33).
قرّر القرآن أن الكعبة بيت «الله»، و هو سبحانه منزّه عن الحلول في المكان و الحصر في الزمان، و قرّر انها مستقرّ ضيوف الرحمن.. و أنها مطهرة من الشرك على يدخليل الله و ذبيح الله:
«وَ عَهِدْنٰا إِلىٰ إِبْرٰاهِيمَ وَ إِسْمٰاعِيلَ أَنْ طَهِّرٰا بَيْتِيَ لِلطّٰائِفِينَ وَ الْعٰاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ» (البقرة - 125).
و زيارة الكعبة عبادة مهمّة ركّز عليها القرآن بعبارة «وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ..» و هي العبادة الوحيدة التي ركز عليها القرآن بهذه الصيغة، اذلم ترد في الكتاب الكريم عبارة ولله على الناس الصلاة أو الصوم أو الزكاة.. ولكن بشأن الحج قال سبحانه:
«وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» . (آل عمران- 97).