24
«اَلنَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» (الاحزاب - 6).
و يقررها تارة أخري بالنفي و النهي اذ يقول:
«مٰا كٰانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرٰابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللّٰهِ وَ لاٰ يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ» (التوبة - 120).
من هذين التقريرين نفهم أن حفظ الرسول الاعظم(ص) من أهم الواجبات، ولايجوز لأحد ان يغفل عن حراسة هذه الشخصية.
والحفاظ على شخصية الرسول(ص) لايقتصر على شخصيته الحقيقة و وجوده الشخصي الجسمي، بل يشمل أيضا شخصيته الحقوقية المتبلورة في القرآن و السنّة. لذلك فان مسؤولية الحفاظ على شخصية الرسول(ص) عامّة و دائمة.
و على امتداد الزمان و المكان في حياة البشرية تدخل شخصية الرسول الحقوقية في الساحة حينما تشهد هذه الساحة مسألة من المسائل الاجتماعية الاسلامية. و لايجوز للمؤمنين أن يتركوا هذه الساحة، لأن الله سبحانه يقول:
«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذٰا كٰانُوا مَعَهُ عَلىٰ أَمْرٍ جٰامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتّٰى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (النور - 62).
فالمؤمنون لايتركون الرسول اذا كانوا معه على امر جامع كأمر الجهاد و الدفاع عن حرمات الاسلام، و هذا الحكم الالهي قائم حتى تقوم الساعة.