16كماله النهائي بالاسلام وحده... بالدين العالي الشامل الذي يدعو الناس جميعا الى التألف والوحدة و الانسجام و التعاون و التعاضد.
ذكرنا من قبل، أن الوحدة العالمية لا تتحقق الاّ بارتباط تكويني و عالمي، و كل ارتباط لايتطابق مع الخصلة التوحيدية لأفراد البشر، امّا ان يكون اعتباريا لا عينيا و تكوينيا، و امّا أن يكون فانيا لا باقيا. لذلك فان القانون القادر على هداية المجتمعات البشرية يجب ان ينطبق مع فطرتهم الالهية، و ان يحوز على تلكما الخاصيتين (الخاصية التكوينية لا الاعتبارية، و الخاصية الأبدية لا الموسمية و العارضة).و المبدأ الوحيد القادر على طرح مثل هذه القوانين، و المحيط بكل الاصول المذكورة هو ذات الباري تعالى وحده دون سواه.
لذلك عرّف الاسلام بأنه دين عالمي، و دعا الناس جميعا اليه، و قرر ان خطوطه الاصيلة عامة و خالدة و شاملة، و نهي عن الابتعاد عنه، و بيّن اخطار الاعراض عنه و الاعتراض عليه آو معارضته فقال سبحانه: « اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً وَ لاٰ تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدٰاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوٰاناً وَ كُنْتُمْ عَلىٰ شَفٰا حُفْرَةٍ مِنَ النّٰارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهٰا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ اللّٰهُ لَكُمْ آيٰاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ » (آل عمران103/).
اي ان الانسان فضلاً عن كونه مكلفاً بالتمسك بالاسلام باعتباره افضل حبل لبني الانسان، فان عليه ان يتحد مع الآخرين و يعتصموا معاً بجل الله الذي يتبلور بالقرآن الكريم و سنة المعصومين. و ان هذا التآلف الذي يدعونا اليه الدين هو ذاته النعمة الاهلية الخاصة التي يجب ان لانغفل عنها. كما لابد ان لانغفل عن خطر شيوع العداء