131- تكامل الانسان يتطلب بالضرورة ارتباط المجتمعات البشرية.
2- ارتباط أبناء البشر أمر عيني و تكويني، لا توافقي و اعتباري.
3- الارتباط المنطلق من المادة و الطبيعة - رغم كونه عينيا و تكوينيا - لايحظي بالبقاء و الثبات، ولا وزن له في معايير تقويم الانسان من وجهة نظر القرآن.
من هنا ان لوائح الأمم المتحدة - على فرض سدادها و صلاحها - لا تعدو أن تكون توافقية غير قادرة على تحقيق سعادة المجتمعات البشرية، و هكذا تعجز الأنظمة العنصرية و القومية و الوطنية عن تحقيق هذا الهدف، لأن حقيقة الانسان التكوينية اسمي من العقود الاعتبارية، و ابديته أرفع من الأمور المادية المتغيرة.
الانسان ينطوي على مقومات الوحدة
8- الانسان - في المنظور القرآني - يحمل في أعماقه مقومات السعادة الشاملة و الوحدة الواسعة مع جميع المجتمعات البشرية كأمل ثابت و موحّد و شامل و دائم لا يفتقده أي فرد في كل عصر و مصر. و هذه المقومات اللازمة للتكامل التكويني تتمثل في الفطرة التوحيدية القادرة على توحيد البشرية دون أي عقد و اتفاق، و بمعزل عن كال مصادقة و اعتبار: «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا لاٰ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ ذٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ النّٰاسِ لاٰ يَعْلَمُونَ» (الروم - 3).