12تطاول الحوادث، أو يغيره تحوّل الايام، و دون أن يكون - هذا الارتباط - ذا جانب جسماني و مادي من البشر، لأن جسم الكائن البشري من تراب معين و خاضع لظروف زمانية خاصة، و الارتباط المنطلق من الجانب الجسمي المادي لابد أن يحمل خصائص هذه الظروف و أن يكون مقرونا بالثقافة المنطلقة من هذه الخواص المادية. من هنا تنطلق الاختلافات القومية و العنصرية و اللغوية، و هكذا الاختلافات القومية و العنصرية و اللغوية، و هكذا الاختلافات في العادات و التقاليد و الآداب، وهذه الاختلافات - رغم فائدتها - تفتقد الأصالة، ولا تحوز على مساحة مهمة من جوهر البشرية الخالد. اذ في كل ارض و بين كل مجموعة بشرية فرد صالح أ طالح. لذلك لا يعير القرآن الكريم أهتماما لمثل هذه الأمور المنطقة من جانب مادي و الاعثة على الكثرة. والله سبحانه إذ يقرّر وجود هذا التعدّد يشير الى عدم تأثيره في تكامل البشرية: «يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ إِنّٰا خَلَقْنٰاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثىٰ وَ جَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وَ قَبٰائِلَ لِتَعٰارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ» . (الحجرات/ 13).
أي ان تعدد القوميات له فائدة في تعارف الشعوب على بعضها على بعض، باعتباره هوية طبيعية، و الا فلا أثر له في نظام القيم الاسلامية، و هذه الكثرة المادية تستطيع بدورها أن تكون - مثل سائر الاختلافات - دلالة على قدرة الله سبحانه، دون أن تشكل امتيازا في التقييم: «وَ مِنْ آيٰاتِهِ خَلْقُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلاٰفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوٰانِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْعٰالِمِينَ» (الروم22/).
مما سبق نستنتج: