21وشخصياتهم فعرض عليهم نبوته وقال: «فأيّكم يؤمن بي ويؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم». فلم يقم إلّاعليٌ، ثمّ كرّر دعوته ثانية وثالثة، ففي كل مرّة يحجم القوم عن تلبية دعوته ويقوم علي ويعلن استعداده لمؤازرة النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، فعند ذلك قال صلى الله عليه و آله و سلم : «إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا» . 1
ج. حديث المنزلة
روى أصحاب السّير والحديث أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم خرج إلى غزوة تبوك وخرج الناس معه فقال له علي: أخرج معك؟ فقال صلى الله عليه و آله و سلم : «لا» فبكى علي، فقال له رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّاأنّه لا نبيّ بعدي، إنّه لا ينبغي أن أذهب إلّاوأنت خليفتي». 2والاستثناء يدلّ على ثبوت كلّ ما لهارون من المناصب لعلي سوى النبوة.
د. إعلان البراءة من المشركين
لمّا نزلت آيات من سورة التوبة ورفع الأمان فيها عن المشركين علّم النبي صلى الله عليه و آله و سلم أبا بكر تلك الآيات ووجّهه صوب مكّة يرافقه أربعون رجلاً، ليتلوها على مسامع الناس يوم عيد الأضحى، إلّاأنّ جبرائيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه و آله و سلم وقال: «إنّه لايؤدّي عنك إلّاأنت أو رجل منك» ممّا جعل