9الصحابة.
وقد كفَّره عدد من علماء السُنّة لذلك ولكونه أحدث في أصول العقائد و قال بالجسمية و التركيب و جواز حلول الحوادث في الذات الإلهية - تعالى الله سبحانه عّما يقول الجاهلون - لذلك فقد نودي في دمشق: من كان على عقيدة ابن تيمية حل ماله و دمه.
(لمعرفة آراء علماء أهل السنة في ابن تيمية، يراجع كتاب: السلفية بين أهل السنة و الإمامية، للسيد محمد الكثيري، بيروت، الغدير، ط1، 1997م. ص235 و ما بعدها).
هذا ما جعل هذه الرُّدود تتجاوز ما كتبه ابن عبد الوهاب و فتاوى أتباعه لترد على أستاذه ابن تيمية؛ لأنّه لم يكن سوى ناقل و مقلِّد له و لتلميذه ابن قيِّم الجوزية.
من بين الردود الشيعية الإمامية، ما كتبه سماحة آية الله العظمى هادي كاشف الغطاء (قدس سره) (1290ه- - 1361م.) و هو من الأسر العلمية النجفية المعروفة و المشهورة. والتي أخذت على عاتقها مواجهة التضليل الوهَّابي، إذ كتب عدد من أعلامها ردوداً مهمة مثل: " منهج الرشاد لمن أراد السداد" للشيخ جعفر كاشف الغطاء، و رسالة " نقض فتاوى الوهَّابية" للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، و قد كتبه سنة1345ه- رداً على مجموعة من الفتاوى الوهَّابية اطَّلع عليها آنذاك، فرأى تهافتها و بُعدها عن الحق، وقد بقيت هذه الردود مخطوطة إلى أنّ انبرى لتحقيقها الشيخ أسعد كاشف الغطاء، و تولّى مركز الغدير في بيروت طباعتها، باعتبارها أصبحت وثيقة تاريخية مهمة، لأنّ المؤلّف - كما يقول المحقق - كان شاهد عيان على ما اقترفته الوهّابية من فظائع بحق المقدّسات الإسلامية، و خصوصاً هدم المشاهد و المساجد و قبور الأئمة و الصحابة و الشهداء في المدينة المنوّرة.
وقد جاء الكتاب عبارة عن ردود على بعض الاستفتاءات المنشورة لعلماء الوهّابية، تناول فيها المسائل المختلف فيها بين الوهّابية وباقي المسلمين، وهي أربع إجابات.
تحدّث في الإجابة الأولى عن مسائل التوحيد و ما يتفرّع عنها، و على وجه الخصوص المسائل التي يكفّر بسببها الوهّابية أهل السنة و الشيعة الإمامية و الصوفية، مثل بناء القبور و زيارتها و الصلاة و الدعاء عندها، و التوسل بأصحابها، و الموارد التي لا يجوز فيها تكفير المسلمين و ما المقصود بالفرقة الناجية.
الإجابة الثانية، طالب فيها المؤلّف علماء الوهّابية بتقديم الأدلّة الشرعية على صحة ما ينفردون به من آراء في التوحيد و مسائل الاجتهاد والتقليد والبدعة وغيرها من القضايا المختلف فيها.