5
المقدّمة
من الحقائق الثابتة في الواقع الإسلامي والتي لايعتريها الريب و الشك أنّ الأمة الإسلامية هي أمة واحدة، و أنّ المسلم أخو المسلم، وأنّ الاختلاف المذهبي لا يضعف من هذه الاخوة ولا يعكّر صفو الوحدة الدينية، فإنّ الاختلاف المذهبي ما هو إلاّ نتيجة للاختلاف في الاجتهاد الشرعي، الذي هو عبارة عن السعي وراء الأدلّة المعتبرة من أجل الوصول إلى الموقف الشرعي المطلوب و المراد لله سبحانه و تعالى، ولم يكن للاختلاف الاجتهادي تأثير سلبي على حركة الفكر في الدائرة الاسلامية، بل كان له دور في دفع عجلة العلوم و المعارف الإسلامية و تطويرها.
بيد أنّ المشكلة التي برزت في الساحة الإسلامية الثقافية كانت بسبب أصحاب الفرق