15بالأحياء - إذا كانت على نحو طلب استعانة المربوب من الرب و المخلوق من الخالق كانت شركاً و كفراً. أما الحكم بأن مطلق الاستغاثة بغير الله كفر و إشراك بديهي البطلان، لا يحكم به إنسان إلا إذا لم يكن ذا وجدان(ص92).
وبخصوص التوسل، فقد أكد المؤلف أنه يجوز التوسل إليه تعالى بكلّ محبوب له و كلّ مقرَّب لديه، وكذلك التوسل إلى إجابة الدعاء باختيار الأماكن الشريفة مثل المساجد و مراقد الأئمة، و كذلك اختيار الأوقات التي دلّت الروايات أنها أوقات يُرجى فيها قبول الدعاء. وقد توسل الصحابه بالرسول، وثبت أنّ عمر بن الخطاب توسل بالعباس عم النبي(ص)، ولم ينكر ذلك سوى أتباع ابن تيمية وابن عبدالوهاب.
كذلك ناقش المؤلف مسألة الشفاعة، فأكد أنّ ثبوتها للنبي(ص) مما اتفقت عليه الأمة سلفاً وخلفاً لجوازها عقلاً ونقلاً. وقد ميّزوا فيها بين شفاعة الشريك في الألوهية، وشفاعة العبد المأمور الذي لايفعل شيئاً إلا بأمر مولاه، ولو دققت النظر - كما يقول المؤلف - في كلام هؤلاء - أي الوهابية- في الشفاعة، لوجدتهم يؤمنون بلفظها ويكفرون بمعناها، فيثبتونها وهم لها نافون، ويعترفون بها وهم في الحقيقة لها منكرون (ص104).
وقد ختم المؤلف أجوبته الأربعة الأولى بفائدتين:
الفائدة الأولى: تحدّث فيها عن بيان المسلم الذي لايجوز تكفيره أو غيبته أو انتهاك حرمته ويجب احترام دمه وعرضه وماله، المسلم الذي قتاله كفر وسبابه فسق، وهو المعتصم بالشهادتين و يؤدِّي الفرائض الخمس التي بني عليها الإسلام، و جميع المسلمين الذين يكفّرهم الوهابية ويُبيحون دمائهم هم معتصمون بالشهادتين ويقيمون الصلاة ويؤدّون الزكاة ويصومون رمضان ويحجّون ويفعلون الطاعات الكثيرة، فكيف يُحكم بكفرهم؟!
الفائدة الثانية: ناقش فيها المؤلف فكرة الفرقة الناجية، فتعرّض للأحاديث المروية عن الفرقة الناجية، وذكر أنّ كلّ فرقة من الفرق الإسلامية أدّعت أنها الفرقة الناجية وأنّ غيرها في النار، وهذا ما تفعله الآن الوهابية عندما تكفِّر الأشاعرة من أهل السنة والصوفية والشيعة الإمامية، وبعد مناقشة ما يتشبّث به الوهابية من أدلّة، خلُص المؤلف إلى أنّ الفرقة الناجية هي من اتبع الرسول(ص) و أهل بيته، فهم أهل السنة و أتباع القرآن لأنّهم عملوا بالأمر الوارد في أحاديث الرسول(ص) التي تحثّ على موالاة أئمة أهلالبيت(عليهم السلام) و أتباعهم واتخاذهم قدوة في الدين والدنيا، مصداقاً لقوله(ص) في الحديث الذي رواه أصحاب السنن وفي مسند أحمد بن حنبل، قال رسول الله(ص): «إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله و أهل بيتي، و