41الحاجة لبيان اسس الحوار ، فأسّس الإمام عليه السلام علم الكلام ، وبنى اصوله ، وبيّن شرائطه وآدابه ، وقد جرت بينه وبين بعض الزنادقة وبعض أصحاب الفرق والمذاهب الاُخرى مناظرات كثيرة .
ومن طريف ذلك ما جرى بينه وبين أبي حنيفة ، فروى الكراجكي في كنز الفوائد عن أبي عبد اللّٰهِ عليه السلام : أَنَّ أَبا حَنيفةَ أكلَ مَعَهُ فَلَمَّا رَفَعَ الصَّادِقُ عليه السلام يَدَهُ مِنْ أَكْلِهِ قَالَ :
«
الْحَمْدُ للّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، اللّٰهُمَّ هذا مِنكَ ومِن رَسولِكَ صلى الله عليه و آله » فَقالَ أبو حَنيفةَ يا أبا عَبد اللّٰهِ ، أَجَعَلتَ معَ اللّٰهِ شَريكاً ؟ ! فَقَالَ لَهُ :
وَيلَكَ إِنَّ اللّٰهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ :
«وَ مٰا نَقَمُوا إِلاّٰ أَنْ أَغْنٰاهُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ » 1 ، ويَقولُ في مَوضِعٍ آخَر : «وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ قٰالُوا حَسْبُنَا اللّٰهُ سَيُؤْتِينَا اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ » 2 . فَقَالَ أبو حَنيفةَ : وَاللّٰهِ لَكَأَنِّي مَا قَرَأْتُهُما قَطُّ مِن كِتابِ اللّٰهِ ، ولا سَمعتُهما إلّافي هذا الوَقتِ» 3 .
ولما استتبّ الأمر للعباسيين واستقرّ الحكم لهم أخذوا